اتباع

مدينة الصفاء

الفكرة العامة:

البيئة الثلجية الباردة هي ما تتسم به بيئة مدينة الصفا، والذي بدوره أثّر على سكانها وجعلهم شبيهين بمناخها. هيئة المكان ساحرة فطبقات الثلج الأبيض الناعم تكسو الأرض. تجربة طقس كهذا لوحدها تجربة فريدة لكن سرعان ما يتلاشى الاستمتاع بها بتذكّر قسوته: البرد القارس والليالي الطويلة التي جعلت الجَلَد من سمات رجال و نساء مدينة الصفاء. يتعلّم الأطفال من الصغر مبادئ البقاء و مفاتيح العمل الجاد وكيفية كونهم أفراد مفيدين لمجتمعهم في هذه الأرض دائمة الشتاء، لهذا تجدهم متراصّين سوية بشكل يفوق الاستيعاب، الجميع يعد من العائلة ويجب عليهم الاعتناء ببعضهم دائماً. لكن هذا لا ينطبق على الغرباء. يُنظر للغرباء على أنهم أشخاص ليسوا كفؤاً و غير متعلمين و وحشيين. لذا تجدهم يبتعدون عن كلّ شيء مخالف لثقافتهم، يؤمنون أنه هناك طريقة واحدة للعيش بطريقة صحيحة، طالما أنها تتماشى مع ثقافتهم. يُقال أنهم يتّبعون أجدادهم، لكنّهم منغلقون جداً لأن يشاركوا أية معرفة. لكن إن عاين المرء تاريخ الصفاء لوجد أنها لم تكن على هذا النحو، فلقد كانت مدينة لطيفة في حكم الملوك القدامى إلى أن جاء الأمير سلام بفكره المنغلق، والذي أثّر بدوره على قوانين الدولة فأصبحت صارمة وانعكس ذلك على سلوك أهل المدينة. لم يتوقف هنا، بل وضع حرساً عند بوّابات القرية تمنع دخول المسافرين. ومع هجوم السهم، تحول عدم تقبّل الجديد إلى خوف، فانغلق سكان مدينة الصفاء في بيوتهم وتشتت مجتمعهم حين غادرهم نمط حياتهم السابق.

التاريخ:

في البداية كانت ثلاث مدن تعمل في وفاق معاً. كلّ يوفر ما ينقص الآخر، وكان السفر بين هذه المدن مفتوحاً. كانت هذه المدن تعرف بثلاث فصائل (أو قبائل أو مجموعات): النقاء، السواد، والمنار. كانت تشاع نظريّات مؤامرة خفيّة بأن كل حاكم كان يخطط بأن يوقع بجاره، لكن لم يتوقع أحد أن تكون هذه الإشاعات صحيحة. كانت مدينة المنار الأولى لتقم بحركة فادحة: فقد قام ملك مدينة المنار باغتيال ملك النقاء، معترفاً بذنبه للعلن. بدأ كل هذا بسبب أنه قيل أن أحد الملوك يعاني من مشاكل (أو اضطرابات) نفسية، و الذي أعطاه اسم الملك المجنون أيسر، أو الملك المجنون باختصار. مع استياء حالته، انتشرت حرب شاملة. استمرّت الحرب عشرة أيام بين المدن الثلاثة، وكان الملك أيسر أقوى من الملكين الآخرين.

وجدت مدينة النقاء نفسها بدون وريث بعد وفاة الملك: كان الملك وحيداً ولم يكن عنده إلا أربع بنات. اعترضت البنت الكبرى وأرادت أن تأخذ مكان أبيها، ومع اعتراض الكثيرين إلا أنها استطاعت أن تأخذ مكانها كملكة. كانت ذكية وقادرة على الحكم، مفاجئة السكّان والمستشارين بحذقها و حكمتها. كانت الأولى لاقتراح تحالف مدينتي النقاء والسواد ضدّ المنار.

في هذه الأثناء في مدينة المنار كان الملك أيسر يهذي بإيمانه أن القادمين الجدد هدفهم تخريب البلاد. كانت مدينة المنار أول مدينة أُنشئت في المنطقة. بينما قدم سكانو السواد والنقاء من الجبال، حامت نظريات المؤامرة حول تخطيطهم للقضاء على المنار. يتناظر مؤرخو اليوم سواء كانت هذه المؤامرات حقيقة، لكن بكل الأحوال أدت هذه الشائعات إلى حرب، فقدْ فقدَ الملك أيسر عقله وشنّ هجوماً على من ظنّهم أعداءه حتى يحمي شعبه، وبالتالي دعمه شعبه و وقفوا معه. عندما اتحدت قوى المدينتين وقضت عليه، ثار شعبه و كان هذا بداية لأحداث أدّت إلى الحرب العظيمة.

احتفلت ملكة النقاء وملك السواد بنصرهما، وفي مبادرة للقضاء على أي ثورة في المستقبل اختارا أن يوحدا مملكتهما بالزواج. شكّلا راية جديد تحت اسم مدينة الصفاء، وتم توحيد المدينتين عندما شيّدت المباني لبناء مدينة واحدة. يمكن رؤية علامات التوحيد إلى يومنا هذا. رحّبت المدينة الجديدة بالسكّان الباقين من المنار المغلوبة، لكن غالبيتهم لم يكونوا مسالمين، وخلّفت الحرب بين الصفاء والمنار العديد التقاسيم والخلافات. أراد الناس عودة مدينتهم، ليس هذا فحسب بل أرادوا الثأر لملكهم. لكنهم كانوا تحت مراقبة كثيبه حتى أنهم اضطرّوا إلى عقد اجتماعات سرّية ليوحدوا جهودهم سوّية. من خلال ذلك تم إنشاء منظّمة "أُدمة".

بعد الحرب العظيمة، حصل أكثر الضرر في مدينة الصفاء: فُقدت حياة الكثيرين و دُمّرت أغلب المباني. لكنّ الأمر لم ينته في الصفاء، حيث أن الباقين من مدينة المنار انتهزوا الفرصة وأشعلوا حرباً أهلية دامت لسنوات. استمرّ الوضع هكذا إلى أن انتصب الأمير مالك المسالم (أو السلميّ) الحكم. مع أن أصله كان تحت المناظرة: حيث قيل أنه من المنار، أي أن منظمة أُدمة نجحت في الاستيلاء على الصفاء. إلا أنه لم يبد أي تحيّز لأيّ فصيلة عندما استلم الحكم، ومع أنه لم يكن لديه الكثير للبدء به من جراء الحرب، إلا أنه كان قادراً على أن ينهض بالصفاء ببطء لكن بتمكين. كانت هذه بداية عهد سلام طويل شهدته مدينة الصفاء لمئات السنين، واستمرت خلال حكم سلالته.

 

0 تعليقات

الرجاء تسجيل الدخول لترك تعليق.
يعمل بواسطة Zendesk